السبت، ١١ شوال ١٤٢٩ هـ

إن الباطل لحق



لعل الحياة تجلي لنا الكثير من المكنونات النفسية الشريرة التي تفعل في الحياة فعل السالب من الأرقام ، فهذه النزعة الشريرة في الإنسان هي ذلك الشيطان الذي تمثلت به عند أصحاب الأديان - إذ كثيرا ما تنزع الأديان إلى استحضار الغيب في الأمور ذات الأثر الكبير على الديانة - ... لأنه ليس للحياة قوام حينما تكون هي الجنة فلا يعقل أو يصدق أن الحياة خالية من الباطل.
إن هذه المقدمة هي قناعة ترسخت بعد ما كنت أستمتع بتخيل الحياة جنة عدن وأبني من خيالي واقعا متحققا أو مرتقبا ، نعم لقد عشت في وهم ألبسني إياه من هم بالشر قاموا وفي الباطل جالوا وصالوا ، فقد كنت أحسب من نفسي ومن الحياة الخير وألغي كل أطراف الشر التي فيها فهي عار يقتلع بالتوبة والندم وأنه لا بد من الوصول إلى مراحل التخلي عن هذا الباطل بل عن متاع الدنيا فقد كانت الأمنية المستديمة التي ما في يوم صدقت أن أصبح شاب دون شهوة .. لكن هيهات فقد أدركت أن هذه الأخير هي جزء من الكينونة الإنسانية وأن فيها بعدا ميتافيزيقيا يعطي رؤية أكثر وضوحا لفهم الحياة ((لعله يكون المقال القادم)) فقد كنت أرى في الشهوة صورة الشيطان وأحس أنفاسه وكانت حياتي تتعكر بسبب عدم قدرتي على صياغتها على الخير وبناءه فيها .
بناء هلامي يحاول صنع الحياة من محض الأخيلة بعيدا أن آفاق الموضوع وحاجيات الذات إن هذا البناء المصاغ على ألسنة أسلافنا ممن هم تحت مسمى السلف الصالح ألئك الذين لا أعتقد فيهم أكثر من اثنتين إما زادوا من أعمالهم بهتانا أو زاد الناس من بعدهم ظلما ، إذ لا يعقل تصور الحياة بهذا المنظور الفردوسي الذي يطهرها من كل شائبة ويجعلها للخير خالصة .
إن هذا التصور الفردوسي يقود إلى جعل الحياة ميدانا للكبت وللتنكيل بالنفس البشرية واستحقارها ، إن للناظر في جميع الديانات يجد فيها – عند التطفل على دنيا ألآخره – نوعا وأنواعا من تحقير الذات والدنيا أي بأنها ما هي إلا باطل وفناء فاني وأن الذات جسد علينا فيه حق وهو ليس لنا ومن هذا المنطق تنشأ أنواع من التعذيب النفسي تصل إلى ضرب النفس وإيذائها بل قتلها .
إن محاولة الإحاطة بتفسير لهذا الغنوص تدعونا إلى إحضار الأبعاد الميتافيزيقية التي تسمح بإنشاء الخيال وتعطي للحقيقة نوعا من التخفي خلفه لأنه لا يمكن فهم هذا الأمر من داخل الأصول المنطقية المطلقة التي تعطي للبرهان الحسي والبيان العقلي الدور الأبرز في تكوين الحقائق ، إذا فإن التفسير الممكن لهذه النظرة هو في رأي ladies’ man أن هناك محاولة لإدراك الجنة في الدنيا أي محاولة للتكفير عن خطأ آدم باسترداده ومعايشته على أرض الواقع عيانا بيانا .
إن هذه النظرة قد تعترف بالباطل لكن داخل إطار الندم ومحاولة التغير والقفز الذاتي عليه بل بتوسيع دائرته ليصبح ما شابه الباطل باطل وكل ما أدى إلى باطل باطل والخير الذي عن طريق باطل باطل والدنيا ما هي إلا وكر للباطل طهرها الله بهم ليترفعوا عنها ، إن هذا الاعتراف ما هو إلا سياق للنفي أي نفي معكوس.
في الأخير ما من هذه النظرة إلا الحياة في نكد متواري خلف أمل إليه القلب مشدود ..
يعني في النهاية ياجماعة النكد مالو داعي والله الحياة حلوة بس نفهمها يعني لازم نكون ناس نعيش الحياة وما نقعد نعقدها زيادة .. والله أنا طفشت من الناس دول – الذين لا يدركون من الحياة إلا تطلعات بعيدة عن الذات والموضوع - وممكن ما اقدر أجلس مع واحد فيهم لأني أحس انو مسكين وفي نفس الوقت أبله يحسب إنو عيسى وما يدري إنو المسيح الدجال على غفلة . يجيك بمظهر ملاك وهو الله العالم وتحس انو مهموم - وممكن من جد مهموم – يتبكبك ويتلوى وهو يحاول يوصل للا يتمناه والله مهو طابب فيه إلا بشق الأنفس بل بقتل الأنفس لأن الحياة لا تسمح بالتحايل عليها .(( وفي فلم The Bucket List نوع من التمرد على الحياة الحسنة الروتينية لمتعة الحياة الحقيقية )).

هناك ٣ تعليقات:

  1. لقد زرت مدونتك وأقول أننا على النقيض فكرا وسلوكا .. فأنا مسلم ومؤمن وملتزم بكل تعاليم الإسلام ، وما أرتكبه من ذنوب وأخطاء هي طبيعة بشرية فلسنا ملائكة وكان أدم هو أول الخطائين وهذا دليل على أننا لن نحيد عن الطريق في حدود آدميتنا ... لكن نسعى ونرجو ونأمل أن يغفر الله خطايانا .. وعلى فكرة عنوان المقال يشبه عبارة سمعتها من أحد الممثلين حيث يقول ( العلم جهل ) وهي لا شك عباره تنم عن هزال الفكر أحيانا وإن بدا لصاحبه بضخامة وجنون عظمة ..

    ردحذف
  2. هل الاسلام يأمرنا ان نتحول الى مخلوقات دون شهوة !!؟؟؟

    هذا مستحيل ولذا امرنا بالزواج والمسارعة فيه

    ردحذف
  3. يا فقير .....
    أنا لست عارف من أين أتيت بمستحيلك ... لكن هذه هي طبائع العقل المؤدلج يبني سياج يضع في داخله ما لا يمكن مسه ....
    ولا أعلم لماذا أحرجك سؤال الشهوة خصوصا في المقال ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
    شكراااا على مرورك

    ردحذف