الثلاثاء، ١٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

وصايا على طريق الدعوة



إن المجتمعات التي تغلق على نفسها وتؤدلج نفسها على البراءة من الخلق وعلى الشوفينية تسعى لحصر نشاطات الحياة داخل أطرها فتكون الحياة خارجها لا شيء إلا ممارسة لأعمال انطلقت منها ((الدعوة)) ، أي أن الخارج ما هو إلا ظل للداخل ، فتكون حينئذ حتى العواطف والنزعات الإنسانية هي داخل هذا المجتمع المغلق على ذاته ، مثل ذلك الرجل الذي أخبر امرأته في يوم دخلتهم أنه متزوج عليها الدعوة ، فتنشأ نزعات الإنسان داخل هذا المجتمع ، لكن.. هذه النزعات خصوصا الجنسية لا تجد منشأ صحيح لها نتيجة للانغلاق على الذات وعلاوة على ذلك الفصل بين الرجال والنساء - يعني ما يعرفوا حتى بالكدب المرأة لا في صورة ولا فديوإلا اللمم – ، فتنشأ هذه النزعات مقلوبة ومتغيرة، لتتحول أخيرا بشكل تلقائي ،يمكن ألا يلاحظ، إلى شهوة الجنس الواحد ((بزرنجية – صندله)) ، وهناك مثال لا يستوعب – بالنسبة لي – إلا بإخضاعه لهذا التفسير ،أو ما قاربه، <<وقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب فدلها ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب فأطرق رأسه فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه فقيل له : يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه فقال : نعم . يروى عن سفيان الثوري أنه قال : مع الجارية شيطان ومع الغلام شيطانان فخشيت على نفسي شيطانيه>> .

والآن أترككم مع هذه الرسالة التي تمثل العمود الفقري لبروتوكولات بني مطوع والتي وجدت عن طريق مجهول ، وهي مقدمة بنفس نصها دون حذف أو إضافة ..

حكى لنا رجل ثقة أنه رأى رؤى عن شيخه المتوفى الذي عرف بصلاحه وتقواه ونضاله في الدعوة رآه مستلقي على مريد ((ورور)) فسأله هذا الشاب المقبل على طاعة الله – نسأل الله له التوفيق – كيف أصبحت هكذا ؟ ماذا كنت تعمل حتى نتبعك ونصل إلى ما وصلت ، عند ذلك قام الشيخ من على الرجل ورفع إزاره وبلغم بجوار الشاب ووضع يده على فخذه وفركه ثم قال بصوت يملأه الإيمان " ونعم الرجل أنت ، لقد سألت عن عظيم ولا يناله إلا من وفقه الله له سوف أخبرك عما استنتجته من حكم لكي تعتبر ونعوذ بالله من الرياء " عندها أخذ الشاب ورقة وقلم وأخذ يدون ما يخبره به الشيخ فكان أول ما كتب " كنت في الدنيا أجعل كل وقتي للدعوة فقد ضحيت بكل حبيب وغالي مقابل عمل الخير ولكن خرجت بثلاث نهي وثلاث أمر استخلصتها من ستين سنة من الدعوة النهي الأول: لا تحرم شيخك من نفسك ، وأعطيه ما يريد فإنه أدرى بنفسك منك فقد كان شيخي لا يجد مني عصيانا، وهذا هو ما جعلني حيث ترى ، فكان يلامسني ويداعبني ،وإذا شاء كنت كلي له . وأما النهي الثاني : لا تفوت فرص البقاء مع شيخك ، فقد كنت يا رعاك الله أذهب وأنام معه ،بالتأكيد هذا من فضل الله علي فهذا شرف لا يناله إلا الخواص . اعلم بني أن أوقات شيخك من ذهب وموفق من قدرها ولم يفرط بها " عند ذلك سعل الشيخ فقاطعه الشاب متسائلا وإن كنت لا أتحمل مشاق النوم معه ماذا افعل ؟ فأجاب الشيخ بعدما أثنى على السؤال قائلا "العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ولا ينال العلا إلا بالصبر فلا بد لك من تعويد ذاتك على تلقي العلم والاستفادة منه، ولله الحمد تطورت التقنية لذلك لا بد من استعمالها في الخير ، وإن شاء الله تكون من المنفتحين بالعلم " فدون الشاب ما قاله شيخه والتفت إليه لكي يكمل حديثه فقال له الشيخ بعدما غير الشاب مكانه ليأتي ويجلس على نفس الكرسي مع الشيخ " انتبه بني " سكت الشيخ هنا لكي يجمع نفسه بعدما عبر وسالت دموعه " انتبه بني فهذه هي تاج وصايا النهي فبدونها لا تقوم الأخريات " استعد الشاب وأخذ بأصابع شيخه ليواسيه ....

" لا تستمع بني إلى المغرضين المتربصين بالشباب أمثالك وهم يتهموننا بما نحن منه براء ، فيا بني إن طريق الصواب مرسوم وكثير من يحاول أن يضللك عنه فلا تستمع لهم ولا تلقي لهم بال ، وفقك الله بني وزادك من فضله " استأذن الشاب شيخه في أن يذهب لقضاء حاجته فأذن له فذهب فوجد الخلاء ملئ بكمرات المراقبة فخاف وعاد ليسأل شيخه فقال له : "جواب سؤالك هو أول وصايانا المقبلة" فذهب الشاب وقضى حاجته ، وكان الشيخ يراقبه ويده على وسطه وأخذ كرسيه يهتز ، وبعدما فرغ الشاب عاد ليجالس شيخه فابتدأ الشيخ قائلا " عودا على بدء سأجيب الآن على سؤالك " فاستعد الشاب وهو يقترب من شيخه ليراقبه عن كثب فقال الشيخ " ثق في شيخك ثقة عمياء مبنية على ما يملك من إيمان ويقين ، وانتبه بني من أن ينتابك الشيطان ليفسد عليك نفسك فتشك في شيخك ، احذر بني!! فهذا من مزالق الشيطان " عندها تأسف الشاب من الشيخ لأنه استزل من الشيطان وأخذ الشيخ بالشاب فضمه على صدره وقبله في فمه وقال " ما أجمل هذا اللسان لا حرم الله منه الدعوة " وقال له الشاب آمين ثم قال الشيخ " أما الوصية الثانية فهي : تزين لشيخك وأظهر له ما يحبه ، واحذر بني من أن تتزين في الحياة بغير ما يريد ويعجب شيخك فهو أدرى بما هو لك أصلح ، فقد كنت يا بني ألبس ما يحبه شيخي وأتزين بما يريد فوصلت إلى ما أنا عليه " فقام الشاب وسأل شيخه عن ما يحبه هو فأخبره الشيخ قائلا "أحب أن أراك زاهدا لكي لا يراك الناس فيظنون في وفيك بني الظنون " فقال الشاب وما هي آخر الوصايا فأجاب الشيخ " عندما تصبح بني شيخا جد على طلابك بما تعلمته منا ولا تبخل عليهم ، واعلم حبيبي أن ما أخبرتك به هو خلاصة طريق الدعوة ومحصلة الخبرة ، وأود أن أخبرك أني بحاجة إلى النوم فهلا أقفلت الأضواء " بعد هذا استيقظ الشاب ووجد أنه بحاجة لأن يغتسل لأنه احتلم ، حفظه الله

""" إن فيلم المقال هو big stan وذلك لأن فيه تصويرا لما يحدث في السجن من انتهاك لا يختلف في وجهة نظري كثيرا عن انتهاك طريق الدعوة بل إن الأخير خفي غير ظاهر """

هناك ٣ تعليقات:

  1. هههههه .. الله يقطع ابليسك

    ما اقدر اقول الا انك صادق ..

    واسألني عن القصص الكثيرة الي اعرفها وعايشتها من شيوخنا الافاضل ..

    ردحذف
  2. والله صراحة يا ليدز مان الكلام صحيح 100%
    ولو في احد يبغى يقول خلاف كلامك لوجدت الردود موجودة لكن لانه الكلام صحيح فما في داعي احد يرد حسبي الله عليكـــم ياللمطاوعة!!!!

    ردحذف
  3. شكرا لك يا مينو على تواصلك المستمر مع المدونة وما يكتب على جدارها .....
    ((واسألني عن القصص الكثيرة الي اعرفها وعايشتها من شيوخنا الافاضل ..))
    وبدوري أنا سوف أسألك .... فمن الممكن أن تجد جوابك على جدار هذه المدونة .. لأنيي لو أردت اود أن يرى الناس مشاهد وسخافات بني مطوع بأكبر قدر من الأمثلة والقصص ..
    فإذا منت موافقا على عرض مقال بإسمك في مدونتنا فأرجو مراسلتي على super.bad.0001@gmail.com
    لتكون الكاتب الزائر رقم واحد
    واما انت يا غير معروف اشكرك على مرورك وتعليقك

    ردحذف